علم الكلام الاسلامي : دراسة نقدية مقارنة [texte imprimé] / 
ابازيد صابر عبدة, Auteur . - 
مصر : دار الوفاء للنش والتوزيع, 2010 . - 289ص : غلاف ماون ; 24سم.
ISSN : 9789773277342
Langues : Arabe (
ara)
					| Index. décimale : | 02-04 الفلسفة الاسلامية | 
					| Résumé : | تشكل الدراسات المتصلة بميدان الفكر التربوي الإسلامي إحدى الدراسات الفكرية الحضارية التي تعالج رؤى اجتهادية، تتفاعل فيها ثلاثية: "العقلية المسلمة" و"الوحي" و"الواقع"، في ظل تغيرات مجتمعية متعددة، لتصل إلى تنظيرات ومعالجات تعليمية وتزكوية يتم من خلالها توجيه تربية الشخصية والمجتمع والأمة؛ من أجل الارتقاء وتحقيق الأهداف ذات القيمة المعنوية والمادية، ويحصل هذا في ظل مسيرة زمنية ممتدة، بامتداد الفعل الحضاري والمجتمعي الإسلامي، ومستمرة باستمراره، ومتأثرة بأحواله ما بين عطاء مشبّع نقي، وما بين عطاء رقيق مختلط. 
 من هنا، كان هذا النوع من الدراسات هو من الصعوبة بمكان، لأن الباحث في هذا الميدان يحتاج أن يراقب ويحلل ويكتشف ويبني تلك الرؤى الفكرية التربوية الإسلامية، في ظل قنوات متدفقة ومختلطة ومجتمعة ومتتابعة، من الأفكار والأعمال الحضارية المتنوعة، التي تتحرك في ظل واقع متشعب ومتعدد ومتسع النطاق المكاني والزماني، وهذا يتطلب تركيزا وجهدا ووعيا وإحاطة وقراءة واسعة وعميقة، إذا ما أردنا فعلا أن نقدم قراءة صحيحة وواعية تعبر عن الفكر التربوي الإسلامي؛ لأن متعلّق هذا الفكر، هو نتاج العقلية المسلمة في غمرة تفاعلاتها مع خطاب الوحي وحاجات المجتمع التربوية وتغيراته الحضارية، وبالتالي فتفحّصه والتعبير عنه يتطلب نظرا ثاقبا، وخطوات محسوبة جيدا.
 
 ويشير الواقع التنظيري المتعلق بالفكر التربوي الإسلامي، وكما توصل إلى ذلك الباحث، من خلال قراءاته التربوية التي امتدت لأزيد من عشرين عاما، إضافة لببلوغرافيا متعددة قام بها، إلى أن هناك حاجة فعلية إلى القيام بدراسات معمّقة وليست سطحية، تقدم معالجات متقدّمة وليست تسطيحية لفكرنا التربوي الإسلامية، فالإنتاج فيه ما زال محدودا، ومحدودا جدا، سيما تلك المتعلقة بالرؤى المنهجية للفكر التربوي الإسلامية، فهي تكاد تكون نادرة، فكيف بالرؤى التجديدية، إذ نسبة كبيرة من الراسات التي وقف عليها الباحث، إما كانت بدافع تأليف كتاب لطلبة الكليات أو الجامعات، أو أنها تجميع لبحوث وكتابات قام بها المؤلف عبر سنوات معينة، أو أنها موضوعات متعددة لا يوجد بينها رابط تصويري منهجي للفكر التربوي الإسلامي، وتبقى هناك دراسات معدودة، كانت فعلاً إضاءات مميزة في ميدان الفكر التربوي الإسلامي.
 
 وبناء على ما تقدم، فإن الباحث هنا، قد توقف كثيرا، حتى تكوّنت لديه خطة واضحة، وخطوات منتظمة، ورؤية أفقية كاشفة، لينطلق بعدها في قراءة واسعة ودقيقة للأدب التربوي المتعلق بالفكر التربوي الإسلامي، ثم قراءات فكرية إسلامية وحضارية إسلامية متنوعة، ثم إعمال العقل بالتكوينات المفاهيمية والتطبيقية للتربية الإسلامية، لكي يصل من خلال كل ذلك، إلى تصوير منطقة الفكر التربوي الإسلامي بشكل واضح ومحدد المعالم، فلا تختلط صورته بغيره من ميادين التربية الإسلامية، وإن كان بينها اتصال وتقاطع، ثم بعدها ليبني رؤيته الاجتهادية التجديدية التي تقدم مدخلا متكاملا لكل "المُعبّرات" عن شخصية "الفكر التربوي الإسلامي" والمظاهر الدالة عليه، بعيدا عن الطروحات التقليدية، حيث تم الدخول إلى صميم تلك المداخل والعمل على رؤيتها من الداخل بمنظار خطاب الوحي وأدواته الاجتهادية، وطبيعتها التربوية الدالة على حقيقتها، وتفاعلاتها وحركاتها التي نمت أو ضعفت أو اختفت من خلالها، لكي نصل فعلا إلى تصويرات نظرية تطبيقية تعبر عن اجتهاديات العقلية المسلمة التربوية في محاولاتها لبناء فكر تربوي يعبر عن هويتها الإسلامية، ويقف بشخصيته المميزة أمام كل تلك الطروحات الفكرية التربوية الأخرى، متميزا، ومدافعا، ومتدافعا، ومقررا حقائقه وتطبيقاته قدر الممكن.
 
 إن تلك المداخل التي اشتغل عليها الباحث، كانت موضع تساؤلات دوما عنده، لماذا يغيب أكثرها عن المناقشات والدراسات التي تتناول الفكر التربوي الإسلامي، مع أنها أساسية، ولماذا توجد دوما أنماطًا من تناولات موضوعات الفكر التربوي الإسلامي، هي أقرب إلى الحديث العام عن الإسلام والتربية عموما، فعنوان الفكر الإسلامي أو عنوان الفكر التربوي الإسلامي له متعلقاته المفاهيمية المتعددة والصعبة البحث، كما له متعلقاته التطبيقية والتفاعلية الحضارية التي لا بد أن يتم تناول كل مداخله التنظيرية في ظلها ومعها وبينها لا منقطعة عنها، فتلك الدراسات التي تقدم الفكر التربوي الإسلامي في إطار تنظيري صرف، وتقطعه عن محيطه وبيئته لا يمكن بحال أن تكون دراسة تعبر فعلا عن الفكر التربوي الإسلامي؛ لأنه نتاج تفاعل عقلية وخطاب وحي ومتغيرات واقع في نطاق التربية.
 
 وترتب على هذا أن ركز الباحث في دراسته هذه التي استغرقت وقتا طويلا، وجهدا كبيرا، وتفكيرا عميقا، على تقديم المداخل الشمولية المشكّلة لشخصية الفكر التربوي الإسلامية، لكي يستطيع القارئ والمتخصص في التربية الإسلامية، بعد أن ينتهي من قراءته لهذه الدراسة أن يقنع نفسه بأنه امتلك صورة ذهنية وواقعية متكاملة تعبر عن "شخصية" الفكر التربوي الإسلامي، وهي واقفة جنبًا إلى جنب مع باقي شخصيات التربية الإسلامية، ومع باقي شخصيات الفكر التربوي العام.
 
 وتكوّنت مداخل الفكر التربوي الإسلامي المُشكّلة لشخصيته وصورته المتكاملة، من عدة فصول تجتمع فيها الرؤية الشمولية للفكر التربوي الإسلامي، بحيث تساعد أي باحث بعد ذلك الانطلاق في إعداد دراسات تفصيلية تتعلق بميدان الفكر التربوي الإسلامي، في إطار من الرؤية الواضحة لخطوط سيره البحثية والتفكيرية، وهذه الفصول المبحوثة هنا، تضمنت كلها، قراءة تجديدية وتحليلية ومنهجية وواقعية وعميقة و"تأسيسية"، ويركز الباحث على تعبير تأسيسية؛ لأنه يرى في هذه الدراسة تأسيسا لصورة الفكر التربوي الإسلامي متكاملة، طبعا كل هذا بحسب اجتهاده، وليس نهائيا ولا قطعيا، وفيما يأتي يسمي الباحث هذه الفصول، وهي على النحو الآتي:
 
 الفصل الأول: مفهوم الفكر التربوي الإسلامي: دراسة تحليلية علائقية.
 | 
					| Permalink : | https://web.univ-oran2.dz/pmbfss/opac_css/index.php?lvl=notice_display&id=7445 |