الحوار في القرآن : قواعده اساليبه معطياته [texte imprimé] /
فضل الله محمد حسين, Auteur . -
الجزائر : دار المنصوري للنشر, [s.d.] . - 209ص : غلاف ملون ; 24سم.
Langues : Arabe (
ara)
Index. décimale : |
02-04 الفلسفة الاسلامية |
Résumé : |
يأتي هذه الموضوع في إطار ما يمكن تسميته إعادة استدعاء القرآن الكريم؛ ذلك لأن القرآن الذي صنع هذه الأمة حتى تسمّت به وعُرِفَتْ بين الناس بأنها أمّة القرآن، قد تقلّصت مساحات حضوره في حياتها بشكلٍ كبيرٍ، ولمعترض أن يقول: كيف وهو يتلى آناء الليل وأطراف النهار؟! فأقول: إنّ هذا الأمر لا يغيّر من الحقيقة شيئًا، فالقضية ليست طلبًا لمزيد من التلاوة؛ بل هي دعوة لما فوق ذلك، وأعني به التدبّر والفهم والعمل. فمن الملاحظات الجليّة أنّ الاستنباط من القرآن الكريم لم يعد بالشّكل الذي كان عليه من قبل! فإذا كانت الأمّة في عصورها السالفة جعلت القرآن منطلقها وغايتها ومحور اهتمامها، منه تنطلق وإليه تعود، به تقيس، وعلى ضوئه تحاكم وتزن ما تتعرف عليه من ثقافات الشعوب والحضارات، فإنّ وضعنا الحالي تغيّر كثيرًا! وهذا الوضع يحتاج منّا إلى مراجعة شاملة في إطار السؤال الكبير: «كيف نتعامل مع القرآن الكريم؟».
ولئن كان الإشكال بهذه السّعة والشمول، فإنّ ادّعاء استيعابه في ورقة مهما كان شأنها هو ضَرْبٌ من الخيال، إلا أنّ ذلك لا يمنع من الإسهام في إثارته، التي نرجو ألا تخلو من فائدة. وهكذا، وانطلاقًا من قاعدة: «ما لا يُدرك كُلّه لا يُترك جُلّه» اخترتُ مجال الحوار في القرآن الكريم، عسى أن نسهم فيه ضمن دعوة عامّة إلى مزيدٍ من التواصل، لعلّه يخفّف من حِدّة ما نسمع ونرى من صراع الأفراد والشعوب والحضارات وما يتبعه.
أما العنوان الذي اخترته لهذه المداخلة فهو (ثقافة الحوار في القرآن) فلقد تعمّدت ذلك؛ لأبرهن أنّ الحوار لم يكن هامشًا ضيّقًا أو ثانويًّا في النصّ القرآني، بل شكّل مَعلمًا بارزًا فيه. إنّ القرآن جاء بالحوار، ودعا إليه، وحدّد ضوابطه، وحذّر من منزلقاته... فإذا جمعنا كلّ ذلك تجمّع لدينا ما يمكن تسميته (ثقافة الحوار في القرآن الكري |
Permalink : |
https://web.univ-oran2.dz/pmbfss/opac_css/index.php?lvl=notice_display&id=5716 |